28 - 06 - 2024

تعا اشرب شاي | قطر الندى 2015

تعا اشرب شاي | قطر الندى 2015

(أرشيف المشهد)

  • 5-8-2015 | 14:44

....................

قطر الندى عروس مضى على زواجها مئات الأعوام وما زالت حديث الناس إلى يومنا هذا ، لم يتبق من سيرتها إﻻ فرحها اﻷسطورى والموكب الضخم الذى صاحبها من مصر إلى بغداد.

يقال أنها كانت أجمل نساء عصرها و يذكر المؤرخون أنها حملت معها فى رحلتها إلى بغداد كنوزا من الذهب الخالص والجواهر الثمينة التى ﻻ تقدر بثمن ، أما حفل الحنة الذى أقامه لها والدها فقد إستمر أربعين يوما ﻻ تطفأ فيها اﻷنوار بخلاف الموائد المليئة بما لذ وطاب لكل المصريين احتفاﻻ وابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة.

وبعد أن فرغ والدها من الجهاز الذى اشتراه لها من بلاد الهند والسند أخذ يتأهب ﻹرسال إبنته إلى زوجها فأراد أن يجعل من رحلتها الشاقة إلى بغداد نزهة ممتعة ، فأمر أن يبنى لها على رأس كل محطة تنزل فيها قصرا وثيرا كامل التجهيزات.

ولكن ما ﻻيعرفه الكثيرون أن قطر الندى رغم كل ذلك لم تكن سعيدة ، فقد أراد والدها خماروية بن احمد بن طولون أمير مصر حين ذاك أن يهادن الدولة العباسية و يوطد بزيجتها تلك أركان عرشه ، فعرض على الخليفة المعتضد أن يزوجها من إبنه ، فوافق الخليفة لكنه عرض أن يتزوجها هو ، فوافق خماروية على رغبة الخليفة وضغط على إبنته لتقبل الزواج من الرجل العجوز.

خرجت قطر الندى بائسة حزينة من قصر والدها فى موكب عظيم وكلما أرادت الراحة وجدت فى طريقها قصرا ﻻ يقل فى فخامته عن قصر أبيها فى إنتظارها ، و حين وصلت إلى بغداد أقام لها الخليفة العباسي حفلات خيالية على مدى أيام هو اﻵخر وشغف الخليفة بها حبا لجمالها اﻷخاذ وأدبها الجم فكانت أحظى نسائه إليه.

ولكن لم تمض شهور قليلة على زفاف قطر الندى إلى زوجها حتى قتل والدها ولم تلبث أن عاشت بعده بضعة اعوام حتى توفيت هى اﻷخرى وهى فى الثانية والعشرين من عمرها.

واليوم نريد أن نزف عروسا آخر إلى العالم تحت شعار مصر بتفرح ، إﻻ أنى ﻻ أرى عليها تلك الفرحة المزعومة وإنما أراها حزينة مهمومة هى اﻷخرى تماما كقطر الندى

بدأت اﻻستعدادات لزفاف العروس فى إحتفالات مهيبة تجوب شرق البلاد وغربها فى ظروف إقتصادية بالغة السوء ، بعضها إحتفالات صادقة نابعة من قلوب أهل العروس للتعبير عن فرح وسعادة حقيقية ، والبعض اﻵخر مقام فقط "لكيد العوازل" لبث مزيد من الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.

مصر لن تعرف الفرح وهى تفقد كل يوم عددا من أبنائها بعضهم قتل غدرا فى سيناء واﻵخر غرقا فى الوراق أو حرقا فى مدينة العبور أو تسمما بمحلول معالجة الجفاف فى الصعيد.

متى تطمئن مصر على أبنائها و تستأصل كل عوامل اﻹهمال والفساد والتسيب فى ربوعها ومتى سيدرك المصريون أنه ليس باﻹحتفاﻻت فقط تبنى الأمم؟

مقالات اخرى للكاتب

جاء فى مستوى الطالب الضعيف





اعلان